Friday, April 20, 2018

الشغف والشغل داخل النفق


الشغف * الشغل = فل 😂😂 

  أنا أول مرة سمعت كلمة "الشغف" كانت من صحابه الدرب وصديقتي الغالية " أمنية تركي" غالباً كانا في اواخر الشتا في 2016، كانت بتلفت نظري قد ايه أنا بقيت شبه الريبورت من كتر ما هي كانت ملاحظة اني بشتغل وبدرس وبعمل ميه الف حاجة بس من غير روح، وغالبا كانت بتلفت نظري اني بقيت في حالة من الجمود و أن وضعي مش عاجبها، طبعاً لانها كانت اقرب حد ليا في الفترة دي وهي اكتر واحدة فاهمه الحالة للي بمر بيها فانا كنت واثقة انها فعلا معها حق... وكان المشهد بيني وبين (أمنية) بالظبط كدة    
  علي أنوار كوبري ستانلي الفاتنة وبين اصوات أمواج البحر المتوسط في مدينة الاسكندرية ومن شرفة المطعم الـElite  للي " أمنية" اختارته علشان عارفه اني مبحبش اقعد في مكان وسلام ومش مهم بالنسبة ليا ادفع كام في الفاتورة، وقدام طبق المولتين كيك للي شيكولاته بتنزل من كل حته فيه وبتنفجر كدة 😋😋:      
أمنية قائلة:  يااا آية  - للي هو أنا – انتي بتدي كل للي حواليكي بس ناسية نفسك، انا مش شايفة في عينك (شغف) باللي بتعمليه، موقف زي ده يجمدك كده...... أمنية مستمرة في الكلام وانا كنت مكنتش مركزة أصلا في للي بتقوله.... لحد ما جملة، والشغل مش هيفضلك طول العمر، انما روحك باقية فيكي وانا مش حاسها فيكي. 
 كعادتي الصراحة، أني مش باخد الكلام للي موجه ليا من أول مرة علي محمل الجد، لازم افكر فيه في اخر اليوم قبل نومي وافتكر معه الاريكشنات ولغه الجسد للي قدامي واحللها واحلل الريكشن بتاعي، واكتشف انه كان مستني مني رد فعل معين وقتها وانا طبعاً معملتهوش 😊😃😆 وده سبب ليا ورطة في حاجات كتير - مش موضوعنا دلوقتي – بس لما روحت البيت يومها وجيت اعمل كشف الحساب لنفسي قبل ما أنام اكتشفت أن (أمنية) لفتت نظري لنقطة مهمة أن الشغل مش باقي ليكي فمديهوش اكبر من مساحته جوايا علشان مياكلش الاخضر واليابس.

 للي خلاني افتكر الموقف ده بيني وبين نفسي تاني، ونط ليا من ذاكرة وكأنه لسة حاصل قدامي دلوقتي هو " بوستين للي جايين " 


" ما بين رغبتي في أني أسيب الشغل وخوفي ... أني أشحت تمضي الايام "
" ال Passion ده للعيال التوتو... أنما أحنا علينا أقساط "

البوستين دول برغم أنهم مضحكين جدا، الا أنهم بيعبروا أن واقع كلنا بنمر بيه بشكل يومي وبشكل 
 أعتيادي، و في الاغلب دي الحالة العامة... والبوستين دول اهلموني في اني اكتب عن الشغف و الشغل داخل النفق ياتري خنقة ولا براح.

" الشغف " و " الشغل " 

   فضلت وقت طويل بفكر في الكلمتين، وطول الفترة للي فاتت كانت في اشارات كتير لحد ما ملاحظاتي وضحت واكتشفت انه الكلمتين ليهم نفس الحروف باللغه العربية، بأختلاف نهايات الكلمة مرة حرف (فاء) للي هو (ف) ، ومرة حرف اللام للي هو (ل) ولما نجمع النهايات هتبقي (فل)... يعني ممكن المعادلة تبقي: الشغف * الشغل = فل. 


    فرق حرف واحد (ف) بدل (ل) .... الفرق ده غير الكلمه كلها... الحرف ده كمان بدد طاقات وغير ثقافات وعمل نجاحات واخفاقات خلى الواحد ممكن يكون مبتكر الماكينة و واحد تاني شبه ترس في ماكينة يشغلها ويطفيها ويحبذا بقي لو تعطل.... ده يوم عيد يا بيه 😂😂. والاكتر بقي أنه خلال فترة الملاحظة لقيت أيفنت كبير اسمه بعنوان  Discover your Career passion   ولاني الصراحة فضولية جداً وللي قريب مني عارف عني كدة😂😂، فالفضول اخدني اروح اشوف هما هيقولوا ايه؟!... ولقيتهم عمالين Discussion  Panel  وجابين ناس أتش أر أفاضل بيتكلموا عن الشغف في الشغل... للي هو ايه حضرتك؟!... نكتشفه ازاي؟! ايوه نعمل ايه فيه؟! حاجة كدة زي " أعمل الصح 😂😂 "... ايوة اعمل ايه ؟! .... اعمل الصح؟! 

وبين اكتشف كريرك وأبدأ الطريق... وبين عليا اقساط، وللي قاعد علي القهاوي بيستني الوظيفه للي انت مش لاقي شغفك بيها وعايزة تسيبها يا عم علشان تاخد الريسك Risk ناس ضاعوا في الدومة Trend  ده.
في الحقيقة Social Media  بقت بتعت رسائل مختلفة وبتغير المفاهيم والسلوكيات بالسلب والايجاب، بس اكتر حاجة شددت انتباهي أن كل الناس عليها بقت عايزة تجري وراه شغفها في انها تستقل بشغل خاص وتبقي Owner وتعمل Start up ولا تبقي Coaching، و Speaker في اي مكان  ونبقي في بالون هيليوم مع بعض...  و أعذروني لو هغير جملة  السيدة " أم كلثوم " إلى  ( ياللي ظلمتوا الشغف وقلتوا وعدتوا عليها... وقلتوا عليه مش عارف إيه، العيب فيكوا يااااا في مونيتوركوا " 🙃🙃  
  
 الشغف معناها في القواميس والمعاجم العربية والانجليزية للي لو تعبنا نفسنا ودورنا شويه " هو اقصي درجات الحب والايمان بيه، هو الجنون والولع بالابداع والابتكار، يقيسوا ده بقي علي كل حاجة بنمر بيها لو اتعملت بشغف هتفرق في حياتك ومعنوياتك اصلاً، انك تبقي مؤمن بالدور للي بتأديه"
  
الام للي بتعمل الاكل لولادها وبتنظف البيت وتروقه بكل الحب وهي مؤمنه أن ده دورها ووظيفتها للي تقدر تساعد بيها ولادها في انهم يبقوا في حالة سكون وهدوء جوا بيتهم من مكان نظيف و اكل صحي، بعد كل للي بيشوفه في يومهم في الشارع في المواصلات في الشغل في الكلية في المدرسة ضغوط، ضغوط، ضغوط في كل حته... هي نموذج شغوف باللي بيأديه وعارف رسالته ومؤمن بيها. 

الشغف مش انك تنجرف ورا الميديا و البروجاندا الوقتيه ديه وانك تاخد الريسك Risk  في انك تسيب شغلك و تروح تعمل حاجة انت مش فاهم فيها وفوق قدراتك علشان تبقي زي ما الميديا بتقول... ولا كمان تبقي قاعد في مكانك علشان تحصل فلوس، وان الشغل هو مرتب 

موظف الاوفيس بوي، لو واعي ومؤمن أن فنجان القهوة للي بيعمله للموظفين بمزاج وولع ده طاقته للي جواه دى هتروح للفنجان وهيبقي زي الفل، والموظف هيشربه ويشتغل بمزاج ويبقي فلين، الشركة كلها هتبقي 100 فل. 

وموظفه النظافه، لو مؤمنه أن ليها أهم دور في الشركة كلها، لان كل موظف من دول لو مكتبه مش نظيف هيكح تراب علي العملاء وهيمشوا والشركة هتخسر، فأيمانها بدورها وعملها بأخلاص في النظافه الشركة هتبقي كلها بتلمع وزي الفل. 

انما لو انساقوا ورا Trend  السوشيال ميديا في أن ده يعمل  App علي الموبايل للامن في المنطقة، ولا دي تروح تنجرف ورا التمكين الاقتصادي للمرأة بشغل مستقل، وهما ميعرفش ABC ولا Mentality الادارة والعمل... يبقي الغلط في ثمرة المفهوم للي اتزرع.

 مش معني كدة اني ضد ان ناس يبقي ليها شغل مستقل – بالعكس – لو كل انسان واعي ومؤمن بالدور للي هيديه ده وعارف هيقدر عليه ولا،  فيه استفادة شخصية ومجتمعية يلا بينا، انما المشكلة انه يبقي غير واعي أو عنده نقص في نسبة وعيه ومش متأكد، يبقي مينجرفش ورا فكرة الشغف والريسك... ويهدي علي نفسه كدة لحد ما يعرف و يوعى، وفي نقطة مهمه أوي اسمها Partnerships و أنجح من وجهه نظري من فكرة ال Founder  أو ال Owner

لو كلنا كنا بنسأل ليه اللاجئين السوريين ناجحين في أنهم يشتغلوا اي حاجة وشاطرين فيها، فده لانهم بيطبقوا للي فوق الايمان بالعمل والوعي بيه، بالشراكه والعمل الجماعي، في أن كل واحد عارف دوره كويس جوا الملعب وبيشارك في صناعه الهجمة وبنفرح لبعض لما بنجيب الجون.... للي كلنا اشتركنا فيه. 

النهاية، أن لو هتصحي من نومك الصبح ترازي الناس في الشغل علشان تاخد مرتبك وخلاص وتقول اصل انا مش شغوف بيه، فأعرف أن الرزق بتاع ربنا وربنا هيبعته هيبعته هو "الرازق" ومتظلمش الشغف معاك، انما لو هتصحي من نومك وانت مؤمن انت هتعمل ايه النهاردة وهتنشر التعامل بالود والجمال فأهلا بيك والرزق هنا هيكتر " لان الابتسامه رزق والكلمة الحلوة رزق والبشاشة رزق " ووقتها هيبقي الشغل : فل * فل  وبراح ملوش اخر، 

في الحقيقة قبل ما اختم، أنا مديونه بالشكر "لأمنية" صديقة دربي لانها بعفويه وبمشاعر الخوف الصداقه تجاه الصديق لصديقه، وجهت تفكيري تجاه أن الشغل مياخدش مني الاخضر واليابس، و ده خلاني ابص ليه بنظرة مختلف، في الشغل دوره انه يسقي الاخضر ويرويه ويحاول في زرع اليابس.

تقريباً فضلت من اخر 2016 لحد يوليو 2017 وانا بفكر استقيل من شغلى، لاني كنت فقدت ايماني بوظيفتي وكان المكان بيسحب من طاقتي ومن روحي كنت مستنفزة حرفياً، لحد ما جيت  يوم 16 يوليو صحيت من النوم كدة وقولت انا هكتب استقالتي النهاردة وهبعتها... صحيح كان قبلها في موقف بسيط كان ممكن يعدي زي للي قبله علشان الحق، بس انا حسيت ان الموقف ده اشارة من ربنا انه رزقى من  (المال - الطاقة - الروح ) في المكان ده أنتهي لحد كدة

وقررت اشوف انا مؤمنه بأيه وامشي فيه، وانا مؤمنه بدراستي كأنثروبولوجية مؤمنه بالكشف والتنقيب عن اوضاع المجتمع ومؤمنه ان المجال ده مش واخد حقه، ويمكن بقت رسالتي انى انشره بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وده الدافع للي نمي عندي كل للي انا فيه دلوقتي، وللي بحمد ربنا عليه " الحمد الله" 

وأخيراً الفل بينسجم في الحديقة مع كل الزهور، ويبقي ليه رونقه وقوته لوحده في باقه الورد، او مندمج مع باقي الزهور في الباقة... فيعيشوا ايامكم وانتوا ماسكين المعادلة من الجانبين التفرد والاندماج.  
  
     أيامكم زي الفل 
    

مش زي زمان

مش زي زمان من فترة طويله نسبياً  وأنا قعده في ال café  مستمتعه ومنسجمه مع شكل البحر وصوت الموج، خرم ودني جمله "أنت كده بتظلم...