Friday, March 23, 2018

المسامحة للنفس


داخل النفق - تلك البَرَاح 
في الفترة الأخيرة لاحظت نقطة معينه وهي… ان اللي عايز يعيش وجواه نفق مظلم بيفضل فيه بإرادته، مع ان " الله عز وجل"  بيفضل يبعتله " آيات"  كتير من النور في أنه يخرج من النفق المظلم ده،  لكن  البعض للأسف أتعود عليه وبقي بالنسبة ليه الـ Comfort Zone وبقي صعب بالنسبة له أنه يشوف بصيص النور اللي جواه ويتبعه لانه مش ضامن النتيجة هتكون ايه..

وده لانه غالباً  أتعرض لأذى جامد مكنش يستحقه… فقرر يعيش في النفق المظلم اللي جواه كنوع من أنواع الانتقام الداخلى لروحه. في ناس هتبعد عن ربنا عقاب وانتقاما من نفسها، مع أن خارجياً، الابتسامة من الودن للودن، ليه؟! علشان محدش يعطف ويواسى، قوة ممزوجه بقسوة خادعة، علشان تداري الحنية اللي استغلت غلط والتفهم للي داس عليه والمشاعر اللى استثمرت في الغلط واللي غالباً هي التي قادت إلى النفق المظلم.

الناس دي، بتضيع عمرها وهي بتعاقب نفسها من غير أي إدراك أنها بتعاقب نفسها وبتذل روحها و تبددها، وأن النفق المظلم للي الروح بتمشي فيه كل يوم بيزيد والنور بيضيع من جواه كأنه نار تنهش وتحرق كل اللي جوا، صراع مميت ونفس معدوم وحزن ثقيل للروح

كل اللي المواقف اللي فوق دي (انــــــــــــا) انا مكنتش قادرة اواجه نفسي بالنفق المظلم للي كنت فيه، كنت بعاقب نفسي بشكل محدش يتخيله علي مواقف تكاد تكون تافه، وسلسله بقي من للاعتذارات للأخرين علي حاجة متستهلش أصلاً ومش غلطه يعني، في فترة مكنتش قادرة أبص لنفسي في المرايا، كنت بحس أن الصراع اللي جوايا ملوش نهاية، والجرح اللي جوايا محدش يقدر يداويه لأنه جرح في الروح.
 ومن هنا كانت البداية، الروح… أنا روحي فين في السقاية اللي دايرة دي؟! هو انا فعلاً مبسوطه ؟! هو فعلا ضحكتي دي من قلبي ؟! هو أنا…..؟! كان كل تساؤل بينهش فيا وبيدخلني جوا النفق اكتر… بتوازي في الفترة دي، انا كنت اخدت الماجستير بتاعى وكالعادة من جوا مش مبسوطه؟! بس انا كنت عارفه ليه مش مبسوطة لأول مرة؟! غريبة دي... وفي الوقت تقريبا بدأت تدريب في مجالي للي بحبه مع هيئة دولية وليها اسمها… ومن هنا أخدت منحنىَ مختلف وبدأ التحول، أزاي؟!...
 يشاء السميع العليم أن أول مشروع أشتغل فيه، هو مشروع خاص بالتمكين الاقتصادي للمرأة اللاجئة… للاجئ، ده باختصار كدة شخص خسر كل شئ في دنياه - كل شئ - الا ثقته بالله، وثقته بذاته، و أبتسامته اللي من القلب، وحبه اللي يداوي الروح.  
الروح...  بدأت أدور على حد قادر انه يسمع الكركبه اللي جوايا ويحليلها، لحد ما شاء السميع العليم بأنه يحط دكتورة / مها مرسي العرب و داليا عادل في طريقي ليكونوا راشدين للطريق، بعد كتير من الجلسات والاحاديث كان العلاج للصراع الداخلي ده  هو " المسامحة "... " المسامحة" ؟!
  وبعد كتير من جلسات التأمل بدأ يبقى في سكون داخلي، بدأ صوت يظهر، والضحكه بتدريج من القلب، والعقل بقي يفكر بشكل مفيد و مبتكر، ايه ضااااااه أنا مبسوطه 😊😊، بعقد مع نفسي ناخد وندي ونشقر على بعض، بسمع الصوت اللي جوايا ، انا بجد جوايا شعور بالبراح ومتسع كبير... الحمد لله علي فضلك يارب.
 مضايقتش لما المشروع خلص، بقي في صوت جوايا بيقول انتي بقتي عارفه دلوقتي هدفك ورسالتك ايه خلاص مفيش وقت للحزن. 
بقي ربنا بيقوني أن اساعد في القدر للي أقدر أدى فيه، وللي مش هقدر عليه أعترف أن دي مش مقدرتي عادي مبقاش معني ده أنى عاجزة مثلاً أو ناقصني شئ، كل شخص عنده مقدرته وقوته بقيت مقتنعة بده ومسلمه بيه الحمد لله، وده ظهر معايا جداً في تجربتي مع مؤسسة تانية معروفة علي كل مستويات. بقدر اساعد في الجزء للي قدر أفيد بيه وللي مينقصش من مبادئى ولا قدري ابداً، وبقيت اعرف اقول (لا) الحته دي مش أنتي. 
النقله دي، كان الدوا بالنسبة لى فيها، هو أنى اسامح نفسى، أسامحها علي كل موقف تافه بالنسبة ليا كبدن بس أثر فيا كروح، أسامحها على كل مرة مختش بالى أنى بأجي علي روحى ومش مهم، علي كل الالتزام ربطته علي نفسي ومقدرش عليه، علي كل مرة أتعلقت بيها بحاجة ومجتش واقعدت أندب حظي جنبها، علي كل مرة كان نفسى أعيط بس أستكبرت.، وكل ذنب عملته واستغفلت، كان مسامحتي لنفسى الدوا الحقيقي لروحي لان روح هي للي تلاقي ربها مش بدن. 

في أخر حديث بيني وبين د/ مها عن مواقف كتير والتطورات الكتير للي مرت بيها، وعن المبادرة والخطة للي بشتغل عليها حالياً… كان في نقطه برضه شغاله دماغي " هو انا فعلاً وصلت لدرجة وعي متطورة في معرفه ذاتي " ولا انا عندي للامبالاه وبضحك علي نفسي...  وبعدين بقي يا شوشو 😔

كان رد د/ مها ملهم بالنسبة ليا جداً ونقلني نقلة تانية.. قالتلي انتي عمرك ما كان عندك لامبالاه، انتي للي بينطبق قول لله عز وجل " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ "، ومن وقتها وأنا بتنفس سعادة وحمد "الحمد لله" ...

ومن هنا بدأت تحول جديد، قررت أن كل ما الوقت يسمح وعندي الرغبه والوعي للكتابه أنشر  المواقف للي مريت بيها وتحليل دكتور مها وداليا عليهم والكل يستفيد من النتيجة النهائية، وسميت الكتابات دي "داخل النفق - تلك البَرَاح" في أشار إلى أن النفق ده البدن، والبراح هي الروح للي عرفت وعيها بذاتها من داليا عادل ومناجاتها وبقيت بتسمو وبتصول وتجول في البراح ده كله.
 معرفش في الحقيقة ايه الخاطر للي جه في بالي اني اسميها واحللها بشكل ده؟! ، بس اكيد هيشاء أني أعرف حتي لو مش دلوقتي..

في النهاية الحديث الأول،، أن دوا كل واحد ليخرج من النفق المظلم ده هو أنكوا تسمحوا نفسكم.... سامحوا نفسكم، سامحوها… إزاي؟!... اتكلموا معها، بصوا لنفسكم في المرايا وحاولوا تشوفوا جواكم في ايه، هتعيطوا عيطوا مش حرام علي فكرة، هتحسوا انكوا محتاجين حد يحتويكم، دوروا على حد يحتوي الكركبه اللي جواكم، أكيد هتلاقوا، صارحوا نفسكوا انكوا متخربشين ومتشوهين ومحتاجين الدوا،  أدوا فرصه للصوت اللي جواكم يطلع حتى لو هـ يألمكم في الأول، خبطوا على قلوبكم و دوا وجعكم جواها برفق، أوصلوا المقطوع،… وأعتذروا لنفسكم ، أدوا فرصه لنور اللي جواكم يظهر، و بتكرار بتمرين النور يضئ ويتوهج اكتر، خدوا وقت لنفسكم حتى لو هتبقي أوقات قاسية في الأول وكلها ملامه، واصبروا و تمسكوا بالأمل والنور. 

وأعرفوا إن أول خطوة لتغيير الحالة أو أى حاله هي قبولها زي ما هي كدة.

وقبل ما أختم الحديث هأقتبس من كتاب (وقال لي)  لمعلمتي ومدربتي داليا عادل هذة المناجاه:- 

ومن أجل روحك هذا الانخلاع
بعد أن تنخلع من ذاتك… لا يبقى سواي

قدرت بيني وبينك هذا الانقطاع
قدرت كونك طبياً نقياً… منطلقاً في معيتي

أحفظه بلطفي من غدر الضباع
لا تحاول أن تتلون… لا تحاول أن تتكون على هيئةٍ غير حقيقتك

روحك تتبع أمري وأمري مطاع
حقيقتك حرية... لا محدودة .. لا نهائية
حقيقتك وعي ملء الأراضي الوساع
انخلع من الكل... كن شمساً لا ظل
وأثبت حيث لا غروب ولا وداع[1]..  

وأخيراً أقتبس من أقولها إيضاً
 " أشوفكم على نور" 
                                                      
                                                                  آية أبو الخير 



[1] ) من كتاب وقال لي
لمدربة اليوجا والتأمل " داليا عادل"  
ممكن تتبعوها علي بيدج الفيس بوك الخاصه بها


مش زي زمان

مش زي زمان من فترة طويله نسبياً  وأنا قعده في ال café  مستمتعه ومنسجمه مع شكل البحر وصوت الموج، خرم ودني جمله "أنت كده بتظلم...